تب الى الله يا رعاك الله تجد كل خير

بسم الله الرحمن الرحيم


كنتَ فرحا بعالمك، تعيشه طولا و عرضا أو كما شئتَ، تقتاتُ من أيامك البيضاء، تمر مرور الكرام من باب قديم لا يلفت انتباهك، أو إن فعل صعرت خدك له، و إن لقيت شخصا ما يدخله نظرت إليه بترفع و جال بخاطرك أنك أحسن منه صنعا.

و في يوم ما، شيء ما دفعك نحو الباب. مثلا تعثرتَ فجأة أمامه مما دفعك إلى مسك مقبضه فـفُـتِـح بيدك و انبهرت لكونك تعلم للمرة الأولى بأنه لا يُقفل .. أو أن شخص ما من أهله رآك و أنت تعبر فأشفق عليك و دعاك إلى الداخل.

كنت تظن أنه مجرد منزل قديم غير ذي قيمة، و ظننت به الظنون، لكنك اليوم تفتح عينيك لترى حقيقته. و عندها تفاجأت بأنه المنفذ الوحيد إلى أفق، أفق كامل بسمائه، و إلى العالم الوحيد بأرضه و دياره و سكانه، و أن عالمك مجرد سجن لا مخرج منه إلا من هنا من الباب القديم!
السجن! تكتشف مدى ضيق السجن الذي عشته، و أنك لم تكن تملك سوى صدر ضيق لتستقبل فيه كل فرحة بالأشياء التافهة، و أن أيامك هي التي تقتات منك! و الآن أنت تغادر السجن إلى العالم كله.

إنها النقلة، حين يهدي الله تعالى التائبَ. شعور جميل و صاحب الحظ من يعيشه.